ابني لا يحترمني.. كيف أتعامل مع هذه المشكلة؟

يتعين على كل والد أن يتعامل مع السلوك غير المحترم الذي يصدر من ابنه أو ابنته، سواء كان ذلك شيئًا بسيطًا مثل تجاهل الطلبات أو مزعجًا مثل التطاول اللفظي، لكن قبل التطرق إلى أي تفاصيل، يجب أولاً وقبل كل شيء أن تفهم أنك لست وحدك وأن سلوك طفلك ليس خطأك، وأنه من خلال النهج الصحيح، يمكن تصحيح السلوك غير المحترم، وجدير بالذكر أن هناك عوامل مختلفة قد تجعل الأطفال يتصرفون بطريقة غير محترمة، منها:

1. تعرضه لسوء المعاملة
2. تقليد سلوك أحد زملائه
3. محاولة لفت انتباه من حوله
4. عدم الشعور بالتقدير، وتدني احترام الذات
5. اقتدائه بقدوة غير حسنة
6. الرغبة في إثبات الاستقلال
7. الشعور بالقلق والتوتر
8. الإحساس بالوحدة أو الغضب
9. الحالة المزاجية المتغيرة، خاصة لدى المراهقين

ويبقى السؤال الأهم، كيف يمكن السيطرة على عدم احترام ابني لي أمام الآخرين؟ إليك الحلول الأبرز بالأمثلة.

فهم الأسباب

في بعض الأحيان، يكون الغضب المكبوت طويل الأمد ناتجًا عن علاقة متوترة بين الوالدين والطفل، أو مشكلة نفسية لديه، لهذا قبل أي شيء، اطرح أسئلة استقصائية بهدوء على ابنك أو ابنتك لتحديد سبب تصرفه على هذا النحو، فعندما تطرح أسئلة تهدف إلى تسمية ووصف ما يمر به طفلك، يشجعه ذلك على أن يخبرك بما يريده أو يشعر به، بدلاً من استخدام السلوك الوقح وغير المحترم، أو الإدلاء بتعليقات بذيئة لتوضيح وجهة نظره، ويساعد تحسين التنظيم العاطفي على تطوير ذلك.

تجنب التحدي

تذكر طوال الوقت أن الوالد المثالي والابن المثالي أسطورة غير حقيقية لم ولن تتحقق، فلا تدخل في تحدٍ مع ابنك لأن هذا لن يولد إلا العند، وعليك إعادة صياغة شكل علاقتك معه لتتجنب صراعات السلطة.

 فلا تحاول فرض سيطرتك عليه بشكلٍ سلطوي، ولا تتمسك بوجهة نظرك لتثبت أنك على صواب، فهذه السلوكيات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصدام بينكما، ولا تنسَ أننا جميعًا نرتكب الأخطاء ونتعلم معًا، فلا تكون قاسيًا عند مراجعة أو نقد الطفل.

الحزم

إذا كان طفلك يتصرف بوقاحة أو عدم احترام، فلا تتجاهله، ليدرك أنه على خطأ، كن واضحًا وحازمًا في توضيح أنه لن يتم التسامح مع مثل هذه السلوكيات؛ على سبيل المثال: "إذا كنت تتحدث إلى جارك واستمر طفلك في مقاطعة محادثتك"، أخبره بحزم أن يمنحك بعض الوقت وأنك ستكون متاحًا بمجرد إنهاء محادثتك وأنه إذا لم يتوقف سيُعاقب، ليفهم أن مقاطعة محادثات الآخرين تنطوي على عدم احترام، فيترسخ ذلك في منظومته الأخلاقية، مما لا يجعلك تحتاج إلى التذكير بذلك بشكلٍ مكرر.

اقرأ ايضاً عن أساليب فعالة لتعديل سلوك الأطفال

تقدير السلوك المحترم

الأبوة والأمومة هي توازن دقيق بين التربية والتهذيب، ودعم السلوكيات الجيدة وتغيير الممارسات غير المرغوبة، لهذا عليك أن تجعل الإشادة بالتصرفات التي يظهر فيها الطفل احترامًا تجاهك أو لمن حوله روتينًا أساسيًا حتى ترتبط الإشادة وتلقي الإعجاب في ذهنه بالسلوكيات المماثلة، فيقوم بها بشكلٍ تلقائي دون توصية منك؛ إذ يعتبر الاعتراف الصريح بأفعالهم الصالحة طريقة فعالة لتشجيع التغييرات السلوكية.

تجنب الإهانة

لا بأس من لفت انتباه طفلك بحزم عندما يقول شيئًا مؤلمًا، أو يقلل من احترامك وتقديرك أمام الآخرين، لكن مع الحفاظ على الهدوء، وتجنب التصعيد والإهانة، لأنهما يتركان أثرًا سلبيًا شديد السوء في نفسيته، فالأفضل أن تكون بناءًا في كل ما تقوله، فمثلًا تقول لابنتك: "عندما تقولين أنك تكرهينني أمام الآخرين فهذا يجعلني أشعر بالحزن"، فهذا أكثر فاعلية من أن تقول لها: "كيف تجرؤين على قول ذلك، أنت فتاة لئيمة!".

تقديم التوجيهات

بدلًا من توبيخ الطفل على عدم احترامك، أخبره بما يفترض أن يفعله عبر تقديم تعليمات مباشرة وواضحة حول الكيفية التي يجب أن يتصرف بها، وإخباره لماذا يكون السلوك الذي تقترحه أفضل.

إذ يكون الأطفال أكثر تقبلاً لإخبارهم بما يجب عليهم فعله بدلاً من مجرد توبيخهم على السلوك السيء، على سبيل المثال: إذا رأيت أحد بناتك تركض بقوة في النادي، فلا تقل: "ميسون، لا تجري بقوة"، بل قُل: "عزيزتي، سيكون الأمر أكثر أمانًا إذا قللتِ سرعتك، لتتجنبي السقوط أو التعرض للأذى."

يرتكب الوالدان خطأ إضفاء الطابع الشخصي على الشعور بعدم الاحترام إذا تصرف أحد أبنائهم بشكلٍ غير لائق، لكن على الآباء أن يدركوا أنه لا علاقة لتمردهم بعدم الاحترام، ويطورون طريقة تفاعلهم مع أبنائهم في المواقف التي لا يشعرون خلالها بتقدير منهم، مثال: إذا تأخر ابنك المراهق عن الموعد الذي من المفترض أن يعود فيه إلى منزله، من المفترض أن يقول الوالد بعد ذلك، "حسنًا"، لن تخرج ليلة الجمعة نتيجة لذلك؛ عليك أن تتحمل المزيد من المسؤولية لتكون في الوقت المحدد وأن تتصل إذا كنت ستتأخر"، بدلًا من "ليس لديك الحق في عدم احترامي بهذه الطريقة"، لأن الوالد بذلك يسير في المسار الخطأ لأنه قام بتخصيص الموقف، ولم يتعامل معه بموضوعية.