كيف يمكن تطوير قدرة الطفل على اتخاذ القرار؟

غالبًا ما تنطوي مشاهدة طفلك وهو يكبر على كثير من الأسئلة التي يطرحها الطفل بدافع الفضول، لهذا من المهم أن يواجه الآباء فضول الأطفال ويحولونه إلى فضول من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى مبادئ صنع القرار الجيدة وزراعة الاستقلال لديهم من خلال بيئة تحاكي الحياة الواقعية للأطفال الصغار بتولي مسؤولية أفعالهم وجعلهم يتعلمون المساءلة، ومن المهم أن ندرك في هذه المرحلة الحاسمة من التطور أن الأطفال يتخذون بالفعل قرارات صغيرة لأنفسهم، وإن كان مجرد اختيار اللعبة التي يريدونها أو الطعام الذي يرغبون في تناوله.

1- ما هو اتخاذ القرار؟

يتضمن صنع القرار اختيار مسار عمل من الخيارات الممكنة والتوصل إلى حل لمشكلة معينة، وهو الإجراء أو العملية للوصول إلى نتيجة قبول خيار مهم من خلال موازنة الاحتمالات البديلة الأخرى، وتؤثر القرارات التي يتخذها الأطفال على صحتهم العقلية ورفاهيتهم، فتعتمد علاقاتهم ونجاحهم إلى حد كبير على اتخاذ القرار، كما يساعد اتخاذ القرار الأطفال على أن يصبحوا مسؤولين ومستقلين، وكذلك يساعدهم على التحكم في السلوك الاندفاعي، ويؤدي نقل هذه المهارة إلى الأطفال في سن مبكرة إلى تحسين تفكيرهم التحليلي والنقدي، كما يعزز تنمية صحة عقلية جيدة، وتعزيز رفاهيتهم الجسدية والاجتماعية، فيجعلهم مسؤولين ومستقلين وواثقين.

2- ما أهمية تعليم الأطفال اتخاذ القرارات؟

• يجعلهم يصبحوا بالغين متعاطفين ومسؤولين.
• يعلمهم كيف تؤثر أفعالهم على أنفسهم وعلى الآخرين.
• يصبحون بسببه مستعدين لمواجهة العالم الحقيقي.
• يرفع تقديرهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم.
• يساعدهم على ربط النتائج بالرفاهية.
• يجعلهم يستخدمون الأخطاء كفرص للتعلم.
• يعلمهم التفكير في المستقبل، لأنه يطلعهم على مبدأ العواقب.
• يجعلهم يدركون كيف تؤثر الخيارات البسيطة على الصورة الأكبر.
• يدربهم على أن اتخاذ أي قرار ينبع من وجود هدف.
• يعلمهم التحلي بالصبر لتفادي العواقب السيئة.
• يؤثر مدى الحياة على المجتمعات ككل، لأنه يخلق جيلًا يساهم بإيجابية في مجتمعه. 
• يمكّنهم ويمنحهم الدافع للاستمرار في ممارسة اتخاذ القرار الصحي. 
• تحسين مهارات التفكير النقدي عبر تحليل الخيارات المختلفة قبل اتخاذ القرار.
• يعزز قدراتهم على حل المشكلات والتخطيط للمستقبل.
• مهارات صنع القرار تجعل الأطفال أقوياء عقليًا.

3- كيف يمكن تعليم الطفل اتخاذ القرار؟ 

• تكليفه باتخاذ قرارات تتناسب مع عمره.
• زيادة المسؤولية المُلقاة على عاتقه مع تقدمه في العمر.
• تدريبه على تحديد أهدافه، ووضع خطة للوصول إليها.
• عدم إلقاء اللوم عليه عند اتخاذ قرارات سيئة.
• تجنب إلغاء قراراته وتجاهل آرائه.
• السماح له بالخطأ والتعلم منه.
• تطوير مهارات البحث لديه.
• الثناء والمكافأة عندما يتمكن من اتخاذ قرار حكيم.
• السماح له بالمشاركة في القرارات التي تؤثر على الأسرة.
• إشراكه في القرارات اليومية، مثل: الغداء، ووقت ممارسة الرياضة.
• تدريبه على اتخاذ القرارات من خلال مواقف عملية أمامه (إلهامه بالقدوة).
• التحدث معه حول عملية صنع القرار وعملية التفكير الكامنة وراءها.
• منحه خيارات متعددة لتحسين قدرته على صنع القرار.
• تعريفه على العالم الحقيقي وليس المثالي مع الحفاظ على القيم الأساسية.
• تقريبه من أقران وأصدقاء يتسمون بالشخصية القوية القادرة على اتخاذ القرارات.
• تشجيعه على الأنشطة التشاركية والأعمال التطوعية.
• التحدث معه بشكلٍ استباقي حول المواقف التي قد يحتاج فيها إلى اتخاذ قرار ما.
• معرفة رأيه وطريقة تفكيره لتعزيزها أو تقويمها عبر أسئلة، مثل: "لماذا اخترت ذلك؟" ، "ما الذي منعك من اختيار هذا؟".

يجب أن يشارك الأطفال بدور نشط في عملية صنع القرار، لأنه يمكن أن تكون قدرة طفلك على المشاركة في صنع القرار أمرًا بالغ الأهمية لتقديره لذاته، لهذا من الضروري أن نلهم طلابنا لرعاية مشاركتهم النشطة في جميع جوانب الحياة عبر توفير تجربة حقيقية للمساهمة في عملية صنع القرار، لتشجيع جيل الشباب على اتخاذ قرارات إيجابية في الحياة، وينصح بأن يقوم الوالدان بمساعدة ابنهم أو ابنتهم على الوصول إلى كل المعلومات الممكنة، ليعرفوا أنك تؤمن بمهاراتهم؛ إذ سيؤدي هذا في النهاية إلى تعزيز ثقتهم، وبالنسبة للأطفال الذين يعانون من ظروف خاصة تجعلهم غير قادرين على المشاركة في اتخاذ القرار، يتم اتخاذ القرارات لهم من قبل والديهم وأطبائهم عبر اتباع نهج تعاوني في الرعاية.