كيف نستخدم التكنولوجيا في التعليم، وما هي أهميتها؟

لا تحقق مبادرات دمج التكنولوجيا بالتعليم نفس النتائج في كل مكان، وذلك ببساطة لأن الأنظمة المدرسية تختلف من حيث المتعلمين والمعلمين، وكذلك من حيث توافر وجودة المواد والتقنيات، ولتساهم إمكانات تكنولوجيا التعليم في تسريع عملية التعلم، يجب على صانعي القرار التركيز على استخدام التقنيات الحديثة لتوسيع نطاق التعليم الجيد، وتسهيل التدريس المتمايز من خلال التعلم المتكيف مع الحواسيب والدروس الخصوصية الفردية، وكذلك توسيع فرص التدريب، وزيادة مشاركة المتعلمين من خلال مقاطع الفيديو والألعاب.

ما معنى تكامل التكنولوجيا مع التعليم؟

يشير تكامل التكنولوجيا في التعليم إلى استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة تعلم الطلاب عبر استخدام أنواع مختلفة من التكنولوجيا في الفصل الدراسي، بما في ذلك الفصل الدراسي الافتراضي، مما يساهم في جعل المتعلمين يشاركون بنشاط في أهداف التعلم المختلفة، وكذلك في إنشاء مسارات للتعليم المتمايز بهدف تلبية الاحتياجات الفريدة للطلاب، لتنمية مهاراتهم ومواهبهم عبر تطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا.

ما هي أبرز طرق استخدام التكنولوجيا في التعليم؟

لطالما كانت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من الحفاظ على المجتمع وتطويره بشكلٍ مؤثر، وبالتالي كان غرسها في التعليم أمرًا لا مفر منه، لكي يتم تحويل مجال التدريس إلى الرقمنة؛ إذ تخلق التكنولوجيا آفاقًا جديدة للتعليم، فالتعلم من خلال التكنولوجيا سيستمر في تغيير ممارسة التدريس، ويمكن أن يساعد في معالجة الكثير من التحديات التي تواجه قطاع التعليم مثل الكفاءة، وعبء العمل، وإمكانية الوصول، والإدماج، وأهم الأمثلة التطبيقية لاستخدام التكنولوجيا في التعليم، تشتمل على الآتي: 

التعلّم عبر الإنترنت

يعد نشر مهام الواجبات المنزلية عبر الإنترنت (عبر منصات التعلم مثل Blackboard و Brightspace و Moodle) إحدى الطرق التي يمكن أن يبدأ بها العديد من المعلمين في دمج التكنولوجيا في فصله الدراسي، إذ يمكن الوصول إلى الواجبات بسهولة، مما يزيد من مشاركة الطلاب ويساعدهم على أن يصبحوا أكثر تنظيمًا، ولأن الاتصال عنصر أساسي في التعليم، فهو يساعد المعلمين والإداريين وأولياء الأمور والطلاب على التعرف على نقاط القوة لدى الطالب ومجالات التحسين، تفتح أنظمة الدرجات عبر الإنترنت مثل PowerSchool خطوط الاتصال وتسهلها، لأن من خلالها يمكن للمدرسين نشر الدرجات وتحليل أنماط حضور الطلاب وإدارة بياناتهم بشكلٍ دقيق.

استخدام الذكاء الاصطناعي

يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير استراتيجيات التدريس بشكلٍ كبير؛ إذ يساعد في تقليل عبء العمل على المعلمين، وتخصيص الدورات التدريبية والتوجيهية لكل طالب بما يتناسب مع ميوله واهتماماته وقدراته ومهاراته، وتطبيقات اكتشاف السرقة الأدبية، وأنظمة التسجيل والتقييم التلقائي،

وكذلك تطوير الروبوتات التعليمية، والمعينات السمعية والبصرية، وتندمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع الواقع المعزز والواقع الافتراضي، لخلق تجربة تعليمية افتراضية لا تختلف كثيرًا عن الواقع الفعلي للطالب، وتوفر له الكثير من الوقت والجهد، خاصةً وأنها تجعل دراسة المواد النظرية المعقدة أكثر متعة بدمجها بشكلٍ ثلاثي الأبعاد. 

الاستعانة بالبودكاست

لا يمكن أن يؤدي تشغيل ملفات البودكاست ذات الصلة للطلاب إلى استكمال الدروس فحسب، بل أيضًا يساعد في إشراك المتعلمين سمعيًا بشكلٍ أفضل مما يعزز قدراتهم التخيلية، ومن خلال هذه المدونات الصوتية يمكن إجراء مقابلات مع مؤلف الكتاب الخاص بمادة ما يدرسها الطلاب،

أو استكشاف معلومات عن موضوع يتعلق بالمنهج، أو إعادة شرح بعض المحاضرات، ومع الطلاب الأكبر سنًا مثل طلاب المرحلة الثانوية يمكن تصميم مشروع يسمح لهم بإنشاء وتشغيل ملفات بودكاست خاصة بهم، وهي إحدى أسهل الطرق لاستخدام التكنولوجيا في الفصل الدراسي، لأنها لا تتطلب سوى مكبرات صوت قوية.

 دعم الوسائط المتعددة

إضافة عناصر الوسائط المتعددة إلى عروض الشرائح التقديمية، مثل: الصور، ومقاطع الفيديو، والتصاميم، والرسوم البيانية والمتحركة، والمؤثرات الصوتية تجذب انتباه الطلاب بشكل فعال من خلال المحتوى المتنوع بصريًا، كما تجعلهم يتعلمون بشكلٍ تكاملي عبر مواد علمية تخاطب جميع الحواس، لكسر الرتابة التي تصاحب شرح المناهج بالشكل التقليدي القائم على التلقين بشكلٍ أساسي.

ما هي فوائد استخدام التكنولوجيا في التعليم؟

يرغب المعلمون طوال الوقت في تحسين أداء الطلاب، ويمكن أن تساعدهم التكنولوجيا في تحقيق هذا الهدف للتخفيف من حدة التحديات المُلقاة على عاتقهم، لذلك يجب مساعدة المعلمين على اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لتعزيز قدرة الطلاب على الاستفادة من تكنولوجيا التعليم، وعلى صعيد متصل، يجب أن تجعل التكنولوجيا في الفصل الدراسي وظائف المعلمين أسهل دون إضاعة وقتهم، إذ توفر التكنولوجيا للطلاب معلومات يسهل الوصول إليها، وتعلمًا سريعًا، وفرصًا ممتعة لممارسة ما تعلموه،

كما تمكنهم من استكشاف مواضيع جديدة وتعميق فهمهم للمفاهيم الصعبة، لا سيما في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومن خلال استخدام التكنولوجيا داخل وخارج الفصل الدراسي، يمكن للطلاب اكتساب المهارات التقنية اللازمة للمهن المستقبلية، إليكم أبرز الفوائد التي تعود على الطلاب والمعلمين جراء استخدام التكنولوجيا في التعليم:

تحسين التعاون والتواصل

من خلال تكنولوجيا التعليم، لا يمكن للمدرسين فقط التفاعل مع الطلاب أثناء الدروس، ولكن يمكن للطلاب أيضًا التواصل مع بعضهم البعض، وذلك من خلال الدروس عبر الإنترنت والألعاب التعليمية التي تجعل الطلاب يعملون معًا لحل المشكلات، ويشاركون أفكارهم مع بعضهم البعض، وفي الوقت نفسه، تتيح التكنولوجيا التفاعل الفردي بشكلٍ أفضل مع المعلمين؛ إذ يمكن للطلاب طرح أسئلة متعلقة بالفصول الدراسية، وطلب المساعدات الإضافية في الموضوعات التي يصعب عليهم فهمها.

تخصيص فرص التعلم

تتيح التكنولوجيا الوصول إلى الموارد التعليمية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وباستخدام جهاز الحاسوب أو الهاتف المحمول فقط، يمكن أن يتم تلقي الفصول الدراسية بالكامل عبر الإنترنت من المنزل، مما يسمح بتصميم خطط تعلم تناسب كل طالب على حدى، حيث يمكن للمعلمين إنشاء دروس بناءً على اهتمامات ومهارات وقدرات الطلاب، ومن المزايا الإضافية أنه يمكن للطلاب التعلم بالسرعة التي تناسبهم،

وعندما يحتاجون إلى مراجعة المواد، سيراجعون مقاطع الفيديو في خطة الدرس وقتما يستطيعون، وبفضل البيانات التي يتم الحصول عليها من الأدوات والوسائط التقنية المختلفة، يتعرف المعلمون على الطلاب الذين يعانون من صعوبة فهم بعض الموضوعات، ومن ثم يقدمون لهم مساعدة ودعم إضافي.

زيادة مستوى الفضول

بفضل المشاركة والمحتوى التعليمي تثير تكنولوجيا التعليم حب الاستطلاع لدى الطلاب، مما يُعزز فضولهم، ويساعد هذا الفضول الطلاب على فهم المواد المعقدة مثل الرياضيات والعلوم بشكل أفضل، ويتحقق ذلك من خلال إنشاء محتوى جذاب يستخدم الواقع المعزز والافتراضي أو مقاطع الفيديو أو البودكاست، فعلى سبيل المثال: عند إرسال المهام، يمكن للطلاب تضمين مقاطع فيديو والتفاعل بأشكال مختلفة مع المعلمين والطلاب الآخرين في جميع أنحاء العالم.

رفع كفاءة المعلم

يمكن للمعلمين الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق مستويات جديدة من الإنتاجية، وتطبيق استخدام أدوات رقمية مفيدة لتحسين فرص التعلم لدى الطلاب، وكذلك زيادة دعمهم ومشاركتهم، مما يمكّن المعلمين من تحسين طرق التدريس الخاصة بهم، وتوفير برامج تعليمية أكثر تخصصًا، وهو ما ينعكس بالإيجاب على المدارس التي تستفيد من التكنولوجيا في تقليل تكاليف المواد التعليمية المادية، وتعزيز كفاءة الاسترتيجيات التعليمية، والاستفادة المثلى من وقت المعلم.

لعبت التكنولوجيا ولا تزال تلعب دورًا أساسيًا في تقديم التعليم للطلاب خارج المدرسة، وأصبحت الآن معظم الدول قادرة على نشر تقنيات التعلم عن بعد باستخدام مزيج من منصات التلفزيون والراديو والإنترنت والهاتف الذكي، ومع ذلك فإن العديد من الأطفال في البلدان منخفضة الدخل لم يشاركوا في التعلم عن بعد، وهو ما يجب العمل على تطويره وتحسينه، ولا يجب أن نتجاهل وجود عيوب عديدة لاستخدام التكنولوجيا في التعليم،

أبرزها اعتماد الطلاب بشكل مفرط على التقنية وافتقاد مهارات مهمة، مثل: التفكير النقدي، وقدرات حل المشكلات، بالإضافة إلى خطر نشر معلومات مضللة أو الترويج لقيم غير أخلاقية، لذلك يجب الانتباه عند استخدام التكنولوجيا في التعليم، للاستفادة من مزاياه، وتفادي عيوبه.

اقرأ ايضاً:
- أفضل 10 مواقع للتعلم عن بُعد
- دليلك الكامل لتعليم رياض الأطفال عن بُعد
- كيف تؤثر الأجهزة الذكية على الأطفال؟
- ما هو دور المعلم في العملية التربوية والتدريسية؟