٢٨ يوليو ٢٠٢٣

جودة التعليم.. مفهومها ومعاييرها وكيفية تحقيقها

null
ساهم في النشر

في الماضي، كان التعليم مجرد عملية بسيطة أطرافها الطالب والمعلم وولي الأمر، ولكن في الوقت الحاضر، يشجع المعلمون الطلاب على تحقيق تدفق ثنائي الاتجاه للمعلومات في الفصول الدراسية، ومع تداخل التقنية في قطاع التعليم، لم يتغير أسلوب تلقي التعليم فحسب، بل تطورت أيضًا طرق تدريس الطلاب مع تنامي الحاجة إلى قادة ومهنيين ذوي خبرة بارعين في مجالات شديدة التخصص، ولهذا أصبح من الضروري استخدام طرق ووسائل متطورة في عملية التدريس مبنية على خطط وتحليلات دقيقة حتى تتحقق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية بأعلى جودة.

 

لك حصتين مجانية عند اشتراكك مع المنصة الوحيدة المعتمدة في السعودية

احجز معلم خصوصي

ما المقصود بجودة التعليم؟

جودة التعليم.jpg

 

في تعريف اليونسكو لمفهوم "الجودة في التعليم"، هناك محددان يميزان معظم محاولات تعريف هذا المصطلح؛ الأول يتعلق بتحديد التطور المعرفي للمتعلمين باعتباره الهدف الرئيسي الواضح لجميع أنظمة التعليم والعملية التعليمية بشكلٍ عام، ووفقًا لذلك يكون نجاح الأنظمة التعليمية في تحقيق ذلك الهدف أحد مؤشرات جودة التعليم، أما المحدد الثاني فهو يؤكد على دور التعليم في تعزيز قيم ومواقف المواطنة المسؤولة وأيضًا في رعاية التنمية الإبداعية والعاطفية، وهذا المحدد يصعب تقييم تحقيق أهدافه ومقارنتها عبر البلدان والثقافات المختلفة.

في عام 2012، أدرجت الأمم المتحدة جودة التعليم في أهداف التنمية المستدامة لضمان تحول العالم للأفضل بحلول عام 2030 من خلال التعليم الجيد عبر توفير تعليم منصف وموحد للجميع من شأنه تعزيز عملية التعلّم مدى الحياة، والحث على جمع المعرفة، لهذا يبدو أن الشمولية والإنصاف هما الأساسان اللذان يجب دعمهما في التعليم الجيد وليس معدل معرفة القراءة والكتابة الأكبر ومدى الاستجابة في اكتساب المهارات حتى يصبح التعليم وسيلة لتغيير العالم للأفضل على جميع الأصعدة.

 

لماذا تُشكل جودة التعليم أهمية بالغة؟

رجل يزداد علما.jpg

التعليم هو مفتاح الهروب من الفقر وتمكين الارتقاء الاجتماعي والاقتصادي؛ إذ يساعد في الحد من عدم المساواة بين الجنسين والأعراق المختلفة، وكذلك تعزيز التسامح وخلق مجتمع أكثر سلامًا، وغيرها من القيم الإيجابية السامية، لهذا يمكننا القول أن التعليم الجيد يضع الأساس للعدالة المجتمعية، لأنه من أهم الخدمات العامة الأساسية، فهو لا يُعلم المواطنين فحسب،

 بل يسمح لهم بالمشاركة في النمو الاجتماعي والاقتصادي لمجتمعاتهم بأكبر قدر ممكن، فقد قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون: "يجب أن يضطلع التعليم بدوره المحوري بالكامل في مساعدة الناس على إقامة مجتمعات أكثر عدلاً وسلمًا وتسامحًا "، ومن هنا نستنتج أن جودة التعليم هي التي تخلق أجيالًا قادمة قادرة على تطوير المجتمع وإحداث تقدمًا في جميع قطاعاته ودفع عجلة إنتاجه، أي أن جودة التعليم لا تؤثر على حاضر المجتمعات فقط، بل هي التي تصنع مستقبلها.

إقرأ أيضاً: ما هو دور المعلم في العملية التربوية و التدريسية؟

 

 ما هي معايير تحقيق الجودة في التعليم، وكيف يمكن تطبيقها؟

رجل يمشي باتجاه هدف-.jpg

 

تتعدد المعايير التي يُقاس من خلالها مستوى الجودة في التعليم، ومن أهم هذه المعايير:

  • التكلفة المادية: هل تكاليف التعليم في استطاعة الطبقة المتوسطة في المجتمع أم لا؟
  • الاستدامة: هل الأجيال القادمة ستتمتع بنفس المزايا التعليمية التي يحصل عليها الطلاب الحاليون أم لا؟ وهل يمكن الاستمرار في تقديم هذه المزايا للأجيال الحالية في مراحلهم الدراسية المقبلة أم لا؟
  • السياق والملاءمة: هل القيم التعليمية التي يتم زرعها في عقول الطلاب تتناسب مع أهداف وقيم المجتمع أم لا؟
  • عملية التدريس: هل تقدم بشكلٍ متطور يستعين بأحدث التقنيات وطرق التدريس أم لا؟

اقرأ ايضا: كيف نستخدم التكنولوجيا في التعليم، و ما أهميتها؟

تقوم العملية التعليمية على 3 ركائز أساسية، هي: المناهج، وطرق التدريس، والتقييم، وبالتالي تحقيق الجودة في التعليم يتطلب دعم هذه الركائز الثلاثة وتطويرها ودمجها بأحدث التقنيات والأساليب عبر تدريب وتأهيل أطراف العملية التعليمية من طلاب وأولياء أمور ومعلمين بشكلٍ  أفضل، لأن جودة التعليم لن تتحقق إلا بتضافر جهودهم جميعًا ويتحقق ذلك من خلال استخدام موارد التعلم الجيدة وعناصر التطوير المهني،

 بالإضافة إلى خلق بيئات تعليمية آمنة وداعمة، ومن هنا يبدو جليًا أن المعلمين ليسوا وحدهم المسؤولين عن توفير تعليم عالي الجودة؛ إذ يجب أن يكون هناك التزام عام لضمان حصول جميع المواطنين على تعليم جودته عالية، وانطلاقًا من ذلك، تكون جميع المجتمعات في حاجة ماسّة إلى هيكل داعم لتنفيذ السياسات التعليمية وسن التشريعات التي تدعمها وتوزيع الموارد التي تطورها، ووضع آليات لقياس نتائج التعلم، ويجب أن يكون هذا الهيكل قابلًا للتطبيق على أكبر شريحة من الطلاب في المجتمع لأطول مدى ممكن.

مع ظهور التقنيات الجديدة، أصبح التعليم أسهل على الطالب الذي صار على بعد نقرة واحدة من الموارد المطلوبة حتى عند الجلوس على بعد مئات الأميال من مدرسته أو جامعته؛ إذ أصبح بإمكان الطلاب تلقي الدروس عبر الإنترنت من خلال المؤسسة التعليمية، وكذلك الوصول إلى كم كبير من الموارد عبر المكتبات المجانية عبر الإنترنت؛ ببساطة أصبح الوصول إلى المعلومات من أي مكان في العالم أمرًا في غاية السهولة، 

وترتب على ذلك أن رسالة التعليم أصبحت لا تقتصر على تقديم المعلومة، بل صارت أشمل من ذلك لأن تقديم القيم الأخلاقية وبناء شخصيات قادرة على مواجهة مختلف التحديات الحياتية أصبح من أبرز أهدافها، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه فكرة جودة التعليم.

أقرا أيضا: كيف تزرع الأمانة في طفلك منذ الصغر؟

لك حصتين مجانية عند اشتراكك مع المنصة الوحيدة المعتمدة في السعودية

احجز معلم خصوصي
تعرف أحد بحاجة معلم؟ قولّه على القورو!