تشير الذكاءات المتعددة إلى نظرية تصف الطرق المختلفة التي يتعلم بها الطلاب ويكتسبون المعلومات، وقد طور جاردنر هذه النظرية التي تفيد بأنه هناك مجموعة متنوعة من الذكاءات، وتفترض هذه النظرية أن فهم أي نوع من أنواع الذكاء الذي يمتلكه الطالب يمكن أن يساعد المعلمين على ضبط أنماط التعلم،
واقتراح مسارات أكاديمية معينة للمتعلمين، وتشير هذه "الذكاءات" المختلفة إلى المواهب والقدرات الفطرية التي يتمتع بها الطفل، ووفقًا لهذه النظرية، قد يكون لدى الطفل الواحد أكثر من نوع من هذه الذكاءات، وتلعب الجينات وبيئة التربية دورًا في هذا الصدد.
اقرأ ايضاً: كيف أكتشف موهبة ابني وأُطورها؟
قبل التطرق إلى نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة، يجب أن نعرّف ما هو الذكاء في البداية، ففي قاموس كامبردج؛ الذكاء هو القدرة على التعلم والفهم وإصدار الأحكام أو الحصول على آراء مبنية على العقل والمنطق، أي أنه القدرة على التفكير والفهم وما شابه ذلك من أشكال النشاط العقلي؛
وكذلك الكفاءة في فهم الحقائق والعلاقات والحقائق والمعاني وما إلى ذلك، بينما يعرّف غاردنر الذكاء بأنه قدرة بيولوجية نفسية لمعالجة المعلومات التي يمكن تفعيلها في بيئة ثقافية لحل المشكلات أو إنشاء منتجات ذات قيمة في الثقافة، وقد قام غاردنر في البداية بصياغة قائمة من سبعة ذكاءات،
ثم قام بمراجعة نظريته وأضاف نوعين جديدين من الذكاء مرتبطين بجماليات ووجهات نظر فلسفية للحياة، فما هي تلك الذكاءات المتعددة عند جاردنر؟
يشير هذا الذكاء إلى القدرة على إدراك ما هو مرئي بشكلٍ جيد، ويميل هؤلاء المتعلمون إلى التفكير في الصور، ويحتاجون إلى إنشاء صور ذهنية حية للاحتفاظ بالمعلومات، كما يستمتعون بمشاهدة الخرائط والرسوم البيانية والصور ومقاطع الفيديو والأفلام، ومن أبرز الأنشطة التي يفضلون ممارستها:
هو القدرة على استخدام الكلمات واللغة، ويتمتع هؤلاء المتعلمون بمهارات سمعية عالية التطور وهم متحدثون أنيقون بشكل عام، لأنهم يفكرون بالكلمات وليس بالصور، وهو ما يجعلهم أكثر قدرة على:
اقرأ ايضاً: كيف أُعلم طفلي القراءة؟
يشير الذكاء الرياضي من الذكاءات المتعددة لجاردنر إلى القدرة على استخدام العقل والمنطق والأرقام؛ إذ يفكر هؤلاء المتعلمون في أنماط منطقية ورقمية تربط بين أجزاء من المعلومات، ويطرحون فضولهم دائمًا حول العالم من حولهم من خلال الكثير من الأسئلة، كما يحبون إجراء التجارب، فتكون لديهم مهارات فائقة في:
هو القدرة على التحكم في حركات الجسم والتعامل مع الأشياء بمهارة، أي يعبر هؤلاء المتعلمون عن أنفسهم من خلال الحركة، لأنه يكون لديهم شعور جيد بالتوازن والتنسيق بين اليد والعين من خلال التفاعل مع المساحة المحيطة بهم، ويتميزون بأنه يمكنهم تذكر المعلومات ومعالجتها، كما يتميزون أيضًا بالآتي:
يكون لدى هؤلاء المتعلمون ميولًا موسيقية في الأصوات والإيقاعات والأنماط، مما يجعلهم أكثر قدرة على إنتاج الموسيقى وتقديرها؛ إذ يستجيبون على الفور للموسيقى إما بتقدير أو انتقاد ما يسمعونه، ويكون كثير من هؤلاء المتعلمين حساسون للغاية للأصوات البيئية (مثل: الحيوانات، والأجراس، وصنابير المياه)، ويكونون قادرين على:
القدرة على التفكير الذاتي وإدراك الحالة الداخلية للفرد هي أهم علامات التحلي بالذكاء الشخصي؛ إذ يقدر هؤلاء المتعلمون على فهم مشاعرهم الداخلية وأحلامهم وعلاقاتهم مع الآخرين ونقاط القوة والضعف لديهم، فيتمتعون بمجموعة من السمات الشخصية المميزة، أبرزها:
أولئك الذين لديهم ذكاء قوي بين الأشخاص يجيدون فهم الآخرين والتفاعل معهم، ويكون هؤلاء الأفراد ماهرين في تقييم مشاعر ودوافع ورغبات ونوايا من حولهم، وتتمثل نقطة قوتهم في القدرة على التفاهم والتواصل مع الآخرين، وهو ما يجعلهم يعملون في مناصب قيادية ومرموقة، لأنهم:
يُوصف الذكاء الوجودي بأنه القدرة على الخوض في أسئلة أعمق حول الحياة والوجود، والأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء يفكرون في الأسئلة الفلسفية حول مواضيع مثل معنى الحياة، وكيف يمكن للأفعال أن تخدم أهدافًا أكبر، وما إلى ذلك، لهذا تكون لديهم قدرات خاصة تتعلق بالأمور التالية:
اقرأ ايضاً: ما هي مهارات التفكير الإبداعي، وكيف يمكن تعزيزها؟
يشير هذا النوع من الذكاء إلى قدرة الشخص على التواصل مع الطبيعة ويتميز باهتمام متزايد بأنواع الكائنات الحية، وعناصر الطبيعة المختلفة، واستكشاف البرية، ومن المرجح أن يهتم الأشخاص ذوو الذكاء الطبيعي بالاستدامة؛ إذ يمكن لأصحاب البيئة الذين يكرسون حياتهم لحماية الطبيعة والحياة البرية، ومن أهم ما يميزهم، الآتي:
يتم تطبيق نظرية الذكاءات المتعددة في العملية التعليمية عبر تقديم عدة طرق للطلاب للتعبير عما تعلموه، سواء من خلال مشروع أو ورقة أو عرض تقديمي، وفقًا لما يتماشى مع قدرات الطالب، وفي حين أنه من غير الممكن معالجة جميع أنماط التعلم في وقت واحد، يساعد استخدام مجموعة متنوعة من الأنشطة والتنسيقات في الوصول إلى العديد من الطلاب، من خلال الاستراتيجيات التالية:
تعرضت نظرية غاردنر للنقد من قبل علماء النفس؛ إذ يرى هؤلاء أن تعريفه للذكاء واسع للغاية وأن أنواع الذكاءات التي يطرحها تمثل ببساطة المواهب والقدرات وسمات الشخصية، كما أن نظرية الذكاءات المتعددة غير مدعومة بالبحوث التجريبية، وكذلك وجدت بعض الدراسات أن مطابقة التعليمات مع أسلوب المتعلم ليس له أي فوائد من حيث التحصيل العلمي،
لأنه هناك نقص في الأدلة التي تثبت أن التعلم وفقًا لنوع الذكاء ينتج عنه نتائج تعليمية أفضل، ولكن على الرغم من ذلك، تتمتع نظرية الذكاءات المتعددة بشعبية كبيرة بين المعلمين الذين يعملون على دمجها في الفصل الدراسي، لأن معرفة المزيد عن الذكاءات المتعددة يمكن أن يمنح الطالب فهمًا أفضل لنقاط قوته وتفضيلاته كما ذكرنا سالفًا.