الفطور الصباحي.. ما أهميته لطلاب المدارس؟

الفطور الصباحي بمثابة الوقود الذي يدفع الطالب للقيام بالأنشطة التي يحتاج إلى إنجازها، فبعد ليلة طويلة من النوم، يصبح خزان هذا الوقود فارغًا، والفطور الصباحي هو الذي يعيد ملأه بالطاقة مجددًا، لهذا أكدت العديد من الدراسات على أهمية وجبة الفطور بالنسبة للأطفال، فهو بالنسبة لهم أهم وجبة في اليوم، وعندما يتناول الأطفال وجبة إفطار صحية، ويمارسون المزيد من الأنشطة البدنية، تساعدهم هذه العادات الغذائية الجيدة على التمتع بالعديد من الفوائد التي تؤثر على جوانب متعددة من حياتهم، فما هي أبرز الفوائد التي تعود على الطلاب عندما يتناولون الفطور الصباحي؟

1- توفير العناصر الغذائية الأساسية

إلى جانب كونه وقودًا للجسم، يوفر الفطور الصباحي العناصر الغذائية الأساسية للطلاب مما يجعلهم يحصلون على احتياجاتهم الغذائية كلها، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار يأكلون المزيد من الفاكهة، ويشربون المزيد من الحليب، ويستهلكون دهونًا مشبعة بشكلٍ أقل من أولئك الذين لا يتناولون وجبة الفطور، وعندما يتخطى الأطفال وجبة الإفطار فهم لا يعوضون العناصر الغذائية الأساسية التي فاتتهم في تلك الوجبة الأولى في وقت لاحق من اليوم، مثل الحديد والكالسيوم والبروتين.

2- تطوير الأداء الأكاديمي

قد يؤثر تخطي وجبة الفطور على تركيز طفلك أو يجعله يشعر بالتشتت، وذلك لأن الدماغ يتضور جوعًا للحصول على الطاقة، فهو في حاجة إلى الوقود من الأطعمة المغذية حتى يتمكن من العمل في أفضل حالاته طوال اليوم، لهذا يميل الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار إلى الأداء بشكل أفضل في المدرسة، مما يجعل الطلاب الذين يتناولون وجبة الإفطار يتمتعون بنتائج اختبار أفضل، وذاكرة جيدة، ومعدل تركيز جيد، كما تقل احتمالات غيابهم أو تأخرهم، وجدير بالذكر أن المدارس التي لديها برامج إفطار أبلغت عن مشاكل سلوكية وزيارات أقل لممرضي المدرسة. 

3- تحسين المزاج 

الفطور يُعزز المزاج الجيد، فوفقًا للأبحاث، يشعر الأطفال بمزيد من البهجة والنشاط بشكل ملحوظ خلال الأيام التي يتناولون فيها وجبة الإفطار مقارنة بالأيام التي يتجاهلونها فيها، لأن تخطي وجبة الفطور يؤدي إلى حرمان قصير المدى من الطاقة، مما يؤثر سلبًا على الحالة المزاجية، ومن المفيد أيضًا أن تكون وجبات الإفطار مليئة بفيتامينات ب والحديد، لأن الأطفال الذين يعانون من نقص في هذه العناصر الغذائية يميلون إلى أن يكون لديهم مزاج أسوأ، ولا شك في أن وجبة فطور مغذية ومفعمة بالطاقة مع مشروب مليء بالعناصر الغذائية تساعد الأطفال على الاستعداد ليوم رائع منذ بدايته. 

4- رفع القدرات الرياضية

الطلاب الذين يتناولون الإفطار الخاص بهم بانتظام يكونون أكثر قدرة على ممارسة النشاط البدني والرياضات المختلفة، حيث توفر وجبات الفطور المفيدة الطاقة التي يحتاجها الأطفال لتغذية النشاط البدني للعمل المدرسي واللعب والرياضة، فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال يكونون أكثر نشاطًا في الأيام التي يتناولون فيها وجبة الإفطار مقارنة بالأيام التي يتخطون فيها وجبة الفطور، كما أظهرت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار بانتظام طوال الوقت يقضون وقتًا أطول بنسبة 30 في المائة عند ممارسة النشاط البدني المعتدل إلى القوي مقارنة بالذين يتخطون وجبة الفطور بشكل متكرر.

5- محاربة السمنة

تظهر الأبحاث أن الطلاب الذين يتناولون وجبة الفطور الصباحي بانتظام هم أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة؛ إذ قد يساعد بدء يوم طفلك بوجبة صحية في مكافحة السمنة، ويرجع ذلك إلى أن الإفطار يلعب دورًا مهمًا في تنظيم الشهية ومستويات الهرمونات وعدد السعرات الحرارية التي نحرقها على مدار اليوم، مما يجعل الطلاب يشعرون بالحيوية واليقظة بدلاً من التعب والجوع والقلق، وهو ما يحسن الوظائف المعرفية، مثل: مستوى اليقظة، والتركيز، والقدرة على حل المشكلات. 

سواء كان الطلاب يأكلون في المنزل أو في المدرسة، تأكد من تناولهم وجبة إفطار مغذية كل يوم، ويجب أن تحتوي هذه الوجبة على جميع العناصر الغذائية الأساسية، فتشتمل على الكربوهيدرات التي هي مصدر الطاقة المفضل للدماغ، ويتم هضمها بسرعة، فتساعده يبدأ في التفكير والتعلم، كما ينصح بإضافة الحبوب الكاملة والحليب والفواكه والخضروات مع البروتين الذي يساعد الأطفال في الحفاظ على مستوى الطاقة والامتلاء الذي يحتاجون إليه في فترة الصباح، ويمكن إيجاد البروتين في الفول والبيض والحليب واللبن والجبن، لهذا عليك أن تتأكد من تعزيز وجبة الإفطار الخاصة بك بهذه المغذيات المهمة حتى يستفيد الطالب من جميع الإيجابيات التي تعود على أدائه الصحي والأكاديمي والاجتماعي.