موقع يوتيوب هو موقع مختص بتقديم الفيديوهات التي تُلبي احتياجات المستخدمين من جميع الأعمار، ويوجد على هذه المنصة مقاطع فيديو عن موضوعات ومجالات مختلفة، وعندما يقوم الأطفال بتسجيل الدخول إلى اليوتيوب فهو يكون عرضة لكل أشكال وأنواع المحتوى، وهو ما يثير القلق في نفوس الوالدين، بسبب احتمالية التعرض لمحتوى خارج أو مخصص للبالغين لا يناسب مراحلهم العمرية، وفي ظل وجود مليارات الفيديوهات على اليوتيوب يتم تحميل أكثر من 500 ساعة منها كل دقيقة، فكيف يمكن تصفية جميع المحتويات العنيفة والجنسية وتلك التي تشجع على الكراهية وغير المناسبة حتى لا يتعرض لها أطفالنا؟
أولى خطوات حماية الأطفال من المحتوى الضار على موقع اليوتيوب هي استخدام YouTube Kids، الذي يمكّن الوالدين من حماية أبنائهم أثناء مشاهدة الفيديوهات على منصة اليوتيوب، ولأن اليوتيوب لا يحظر المحتوى غير المرغوب فيه تمامًا، من المهم ضمان تنفيذ إجراءات الحماية طوال الوقت، حيث تتيح لك الرقابة الأبوية التعرف على كل مقطع فيديو يشاهده طفلك، وكل قناة يشترك بها، فإذا كنت تريد أن يتمكنوا من الوصول إلى 3 أو 4 قنوات فقط، فيمكنك أن تقرر ما يمكنهم وما لا يمكنهم رؤيته، وبمجرد تحديد المحتوى المعتمد لن يتمكن الأطفال من البحث في أي مقاطع فيديو أخرى.
أقوى طريقة لجعل اليوتيوب أكثر أمانًا للأطفال هي الإشراف الدقيق عليهم مشاهدة مقاطع الفيديو عليه، لأنه يختلف عن التلفزيون الذي عادةً ما يكون خاضعًا لقوانين ولوائح قانونية ورقابية عديدة، وهذا لا يعني اقتحام خصوصية الطفل، بل مجرد متابعة استخدامه دون أن يشعر، وهناك بعض تطبيقات الرقابة الأبوية التي تساعد في ذلك، منها: ESET Parental Control، Kaspersky Safe Kids، Google Family Link Qustodio.
وضع تقييد المحتوى أو "Restricted Mode" هو إعداد اختياري يساعد في فلترة محتوى البالغين، ومنع إظهاره، لهذا إذا كان طفلك يستخدم نفس حسابك على اليوتيوب في بعض الأحيان، من الضروري تفعيل هذا الوضع لحظر أي محتوى بذيء من المحتمل أن يظهر له، وجدير بالذكر أن المكتبات والجامعات والمدارس والمؤسسات العامة الأخرى تُفعّل وضع تقييد المحتوى للتحكم في محتوى مقاطع الفيديو التي يتم تصفحها على اليوتيوب، ويمكن الوصول إلى هذه الخاصية من خلال الدخول إلى إعدادات التطبيق.
إذا كنت تخشى أن يشاهد طفلك مقطع فيديو خارج على اليوتيوب، لا تحذره من ذلك أو تنهاه عنه بشكلٍ عنيف، لأن هذا لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية تجعله يرغب في مشاهدة المزيد من نوع هذا المحتوى بدافع الفضول، وهنا يكون من الأفضل إجراء محادثة مع طفلك حول هذا المحتوى،
توضح له من خلالها لماذا هو سيء، ولماذا عليه تجنبه، فتشجيع الطفل على هذه المحادثة المفتوحة يجعله أكثر راحة في التحدث معك، ويجعله يثق في أن يلجأ إليه إذا صادف شيئًا خارجًا على اليوتيوب، وهو ما يرفع إحساسه بالمسؤولية، ويزيد مستوى الرقابة الذاتية لديه.
هناك خاصية رائعة في YouTube Kids يمكن تعديلها، وهي القدرة على السماح للتطبيق باقتراح مقاطع فيديو للطفل بناءً على تلك التي شاهدها بالفعل من قبل، وهو ما يضمن ظهور محتوى يشابه ذلك الذي يبحث عنه الطفل، وفقًا لما يناسب عمره، ولضمان حماية الطفل في حالة بحثه بنفسه عن كلمة خارجة أو محتوى جنسي سمع عنه، يُنصح بتفعيل سجل المشاهدة، حتى يسهل التعرف على طريقة تفكير الطفل، والموضوعات التي يهتم بالبحث عنها، ليمكن تفادي أي انحراف في سلوكه بشكلٍ مبكر.
عندما يرتدي الأطفال سماعات الرأس أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو على موقع اليوتيوب، ينعزلون تمامًا عن العالم المحيط بهم، فلا يمكن للوالدين سماع ما يشاهدونه إذا انطوى على الشتائم أو العنف أو أي شيء آخر غير مقبول أو ضار، لهذا يفضل أن يترك الطفل سماعات الرأس في الدرج، ويبقى على مسافة قريبة منك عند تصفح موقع اليوتيوب، لكي تكون قادرًا على مراقبته، ومن ثم التدخل عند الحاجة إذا تعرّض لأي شيء خارج عن الحدود.
التعرض المتكرر للمحتوى الضار على اليوتيوب قد يجعل الطفل يدمنه، وهو ما يؤثر على صحته النفسية؛ إذ يجعله أكثر ميلًا للانعزال، ويزيد من شعوره بالوحدة والاكتئاب، وهو ما ينعكس على نموه، ولكي يقدر الوالدان على حماية الطفل من المحتوى الضار على اليوتيوب يجب تطوير ثقافتهم التقنية، لكي يتمكنوا من معرفة جميع خواص التطبيقات والمنصات والأجهزة التي يتعامل معها أبنائهم يوميًا، فيكونوا قادرين على تعزيز الاستفادة من مزاياها، وتجنيبهم عيوبها وأضرارها المتعددة.
اقرأ ايضاً:
-أفضل 10 مواقع للتعلم عن بُعد
- كيف تضر مواقع التواصل الاجتماعي الأطفال؟
- كيف تحمي طفلك من التنمر الإلكتروني؟