٨ أغسطس ٢٠٢٣

كيف يمكن تربية أطفال يتحملون المسؤولية؟

null
ساهم في النشر

عادةً يخلق الأبناء المزيد من الأعباء للآباء ولا يساهمون بأعمال في الأنشطة الأسرية، وهو ما يجعل الآباء قلقين حيال قدرة أبنائهم على تحمل المسؤولية في المستقبل، فما هي أفضل الطرق التي يمكن من خلالها تربية جيل قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات؟ ليكون راشدًا ويتعلم أخذ الملاحظات، والارتقاء لمستوى التوقعات، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، فيتمكن لاحقًا من تنظيم حياتهم بشكلٍ احترافي.

لك حصتين مجانية عند اشتراكك مع المنصة الوحيدة المعتمدة في السعودية

احجز معلم خصوصي

1- استراتيجية المرآة

استراتيجية المرآة

يتعلم الأطفال كيفية التعامل مع الآخرين من خلال مشاهدة كيفية تفاعلنا معهم، لذلك إذا كنت تحترم زوجتك أو شريكتك أو أصدقائك، فالاحتمال الأكبر أن أطفالك سيحذون حذوك، لهذا عليك أن تعلمهم كيفية التعاطف ورؤية الأشياء من منظور الآخرين، وإظهار السلوك الذي تريد منهم أن يقومون به، فإذا كنت تريدهم أن يفوا بوعودهم، احفظ وعودك أمامهم، وإذا كنت تريدهم أن يتحكموا في غضبهم، استخدم تقنيات التنفس، وابتعد عندهم عندما تشعر بالضيق، ويمكنك شرح ذلك بصوت عالٍ ليفهموه بشكلٍ أوضح، فقل لهم على سبيل المثال، "أشعر بإحباط شديد الآن، لذا سأذهب إلى غرفتي لأهدأ".

2- مسؤولية القرار

مسؤولية القرار

على الوالدين أن يكونوا متاحين لحل المشكلات، ومساعدة أطفالهم على التعامل مع مشاعرهم ومخاوفهم، والتأكد من أنهم لا يتجنبون المصاعب، لهذا يجب تركهم يتعاملون مع المشكلات بأنفسهم سواء كان ذلك يتطلب تقديم اعتذار، أو يحتاج إجراء إصلاحات أكثر واقعية، فإذا كنت ترغب في تربية أطفال مسؤولين، هذه خطوة حاسمة، لأننا نعيش في مجتمع نسارع فيه إلى إلقاء اللوم على الآخرين في مشاكلنا، ويعد التراجع وتقييم الموقف هما الشعور بالمسؤولية، فعندما نعلمهما لأطفالنا سيكونون قادرينعلى تحمل المسؤولية عن حياتهم وأفعالهم، وسيصبحون أكثر قدرة على تغيير الأشياء للأفضل.

3- خلق الفرص

خلق الفرص للتعلم

لكي تربي أطفالك على تحمل المسؤولية، عليك أن تخلق لهم فرصًا جيدة يمكن من خلالها اختبارهم في التعامل مع المواقف الحاسمة، وإنجاز المهام بمفردهم بما لا يعرضهم لأي خطر، فيمكنهم المساعدة في الأعمال المنزلية على سبيل المثال، أو رمي القمامة، أو ارتداء ملابسهم بمفردهم في الصباح، وعليك أن تعينهم على القيام بهذه المهام حتى يشعرون بالإنجاز، فمثلًا يمكنك توفير صناديق ورفوف في متناول أيديهم حتى يمكنهم الوصول إليها ليقوموا بتنظيم مساحتهم ومتعلقاتهم بأنفسهم، وكذلك التأكد من أنهم يعرفون العثور على أدوات التنظيف للقيام بالأعمال المنزلية وتنظيف الانسكابات، إذ تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يساعدون في المنزل أكثر عرضة لمساعدة الآخرين في المواقف الاجتماعية من أولئك الذين يتحملون المسؤولية فقط عن احتياجاتهم. 

4- تحمل العواقب

تحمل العواقب

عندما لا يتصرف الأطفال بمسؤولية، أو يرتكبون خطأ ما، لا تكن مثل طائرة الهليكوبتر التي تنتشلهم من أي مشكلات أو مصاعب لإصلاح الخطأ، لأن هذا سيُربي أطفالًا اعتماديين، فبدلاً من ذلك، دع الأطفال يتحملون نتائج أفعالهم بأنفسهم، ويصلحون ما أفسدوه، ولأن الجميع يرتكبون أخطاءً، حاول ألا تبالغ في رد الفعل، بل انظر إلى هذه الأخطاء كخطوة أولى لوضع خطط جديدة، واتخاذ إجراءات أفضل في المستقبل، فالأخطاء دائمًا ما تكون فرصة للتعلم، فإذا ساعد الأطفال في الدفع من مصروفهم الخاص مقابل كتب المكتبة وأغراضهم المفقودة أو النوافذ التي يكسرونها أثناء اللعب، ستقل احتمالية تكرار مثل هذه المخالفات.

اقرأ أيضاً عن 3 طرق لعقاب الطفل لا تؤثر عليه سلبًا

5- وضع الحدود

وضع الحدود

قد لا نمانع عندما ينام أطفالنا الصغار بجانبنا في الفراش لأننا ندرك أن هذه اللحظات لن تدوم، إلا أن أثر هذه اللحظات حتمًا سيدوم، لأنه يعد بمثابة موافقة ضمنية على غزو مساحتنا الشخصية، لهذا من أهم العناصر التي يجب أن تبني عليها تربية أبنائك على المسؤولية هي وضع حدود لهم ممنوع عليهم تجاوزها، فهذه هي الطريقة الأكثر ثباتًا في توضيح ما يحتاج طفلك إلى القيام به، وما لا يجب عليهم فعله، ليمكن مكافآتهم عند الإثابة ومعاقبتهم عند الخطأ، فالمساءلة هامة جدًا، لأنه عندما لا يحاسب الآباء أطفالهم، يزيد ذلك شعورهم بعدم المسؤولية تجاه سلوكياتهم المختلفة.

6- المبادرة

طفل يركض في السباق

إذا كنت ترغب في منح أطفالك الكثير من الخيارات لخلق حياة سعيدة ومنتجة لأنفسهم بفضل شعورهم بالمسؤولية، فازرع بداخلهم روح المبادرة، ولا تجعلهم ينتظرون إشارة البداية من الآخرين، حتى يكونون قادرين على اختيار وتصميم شكل الحياة التي يرغبون في عيشها لاحقًا، على سبيل المثال بدلاً من طلب تنظيف الأسنان وتناول الإفطار من الطفل كل صباح بأوامر مباشرة تكررها عليه يوميًا، عليك أن تخبره أن هذه مهام يومية عليه البدء في إنجازها بمجرد أن يستيقظ، وعليه أن يحافظ على القيام بها دون أن يذكره أحد، والهدف من ذلك الحفاظ على تركيزه حتى يستوعب ويدير مهامه بنفسه لاحقًا.

إن تعليم الطفل المسؤولية لا يحدث بين عشية وضحاها، بل هو مهارة تتطور بمرور الوقت عبر نمذجة ثابتة، لهذا يُنصح بأن يتم وضع الأساس لهذه المهارة في وقت مبكر من مرحلة الطفولة، لأن السماح للأطفال بالقيام بالمزيد من الأنشطة بأنفسهم يغذي دافعهم الطبيعي ليكونوا مكتفين ذاتيًا ومستقلين، وعلى الوالدين أن يساعدوهم على تحمل مسؤولياتهم دون الاعتماد على الآخرين في كل شيء، فالفخر الذي يشعرون به عندما ينجزون شيئًا ما لا يمكن تخيله، وله آثار إيجابية مذهلة على سماتهم الشخصية، فالمسؤولية قد تكون أهم سمة شخصية يمكن غرسها في الأطفال، لأنها تجعلهم لاحقًا أعضاءً مساهمين في المجتمع. 

لك حصتين مجانية عند اشتراكك مع المنصة الوحيدة المعتمدة في السعودية

احجز معلم خصوصي
إقرأ ايضا
null
١٠ أغسطس ٢٠٢٣
6 أفكار إبداعية لمساعدة الطفل على استثمار وقت فراغه
يشعر بعض الآباء بالذنب تجاه أطفالهم لأنهم يعملون طوال اليوم، وينشغلون عن أبنائهم الذين قد يشعرون بالملل بسبب وقت فراغهم الذي لا يعرفون كيف يمكن أن يستغلوه بالشكل الصحيح، بدلًا من قضائه أمام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في مشاهدة مقاطع الفيديو الرتيبة، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو ممارسة الألعاب الإلكترونية، وهي أنشطة لا شك في أنها تشعر معظم الأطفال بالسعادة، إلا أنها على المدى الطويل تسبب له مشكلات صحية ونفسية عديدة، خاصةً مع الإفراط في استخدامها بشكلٍ غير مبالغ فيه، إليكم مجموعة من الأنشطة يمكن أن يستثمر فيها الطفل وقت فراغه.
null
١٠ أغسطس ٢٠٢٣
6 طرق لتعليم الأبناء الإحسان للغير
الإحسان هو مجموعة معقدة من السمات الشخصية الإيجابية، مثل الميل إلى تمني أن يكون الناس بخير، والتصرف بطريقة لطيفة مع الجميع، والتعامل بود وعطف مع الناس؛ ويتطلع الطفل الودود إلى رؤية قيم أفضل في شخصه، مما يساعده في العثور على الأصدقاء، والمساعدة والدعم، وإيجاد حل في المواقف الصعبة بشكل أسهل، ومن أهم قيم الإحسان للغير التي ينصح بغرسها في الطفل منذ الصغر
null
٢٧ يوليو ٢٠٢٣
كيف أكتشف موهبة ابني وأُطورها؟
يمتلك الأطفال مواهب فطرية قد يستغرق الوالدان وقتًا طويلًا لاكتشافها، وربما لا يكتشفونها أبدًا، رغم أن هذه المواهب قد تقلب حياتهم رأسًا على عقب لأنها يمكن أن تُحدد مساراتهم المستقبلية في العمل والدراسة والكثير من الجوانب الأخرى، فكيف يمكن اكتشاف مواهب الأطفال في وقتٍ مبكر، وما هي الطرق التي تساعد الآباء والأمهات على دعمها وتطويرها؟
تعرف أحد بحاجة معلم؟ قولّه على القورو!