كيف تزرع الأمانة في طفلك منذ الصغر؟

الأمانة هي أحد أهم القيم التي يجب تعليمها لأطفالك، لأنه إذا علمت طفلك أن يكون أمينًا في سن مبكرة، سيكون لديه خبرة أفضل للتنقل في الحياة وتجاربها العديدة مع تقدمه في السن، كما أن أمانته تلك ستُبقيه بعيدًا عن الكثير من المشاكل لاحقًا، ولأن الوالدين هم من تقع على عاتقهم هذه المسؤولية، نقدم إليك مجموعة من النصائح الفعّالة التي تساعد طفلك على التحلي بالأمانة، التي هي إحدى السمات التي نتوقعها في كل فرد من أفراد مجتمعنا.

1- كن قدوة للأمانة

يتعلم الأطفال القيم من خلال مشاهدة أفعالنا وأفعال الآخرين الذين يحترمونهم، لهذا انتبه جيدًا لما إذا كنت تمثل الأمانة والنزاهة في تفاعلاتك اليومية أم لا، وعندما لا تتوافق أفعالك مع الرسائل التي ترسلها، اعترف بهذه اللحظات واستخدمها كنموذج للأمانة والوعي الذاتي، ويمكنك أيضًا تشجيع طفلك على الأمانة من خلال بناء علاقات ثقة مع أطفالك، ومساعدتهم على تنمية الوعي الذاتي، ومناقشة أهمية القدرة على التحلي بها، لكن من المهم أيضًا ملاحظة أنه في بعض الأحيان توجد أسباب وجيهة لعدم التحلي بالأمانة، لعدم إيذاء مشاعر الآخرين، فإذا حصل طفلك على هدية لا يحبها حقًا، يمكنك أن تتقبل عدم كونه أمينًا في التعبير عن مشاعره الحقيقية بأمانة.

2- اقرأ قصصًا غير مباشرة

قراءة أو سرد القصص الأخلاقية تُعزز الأمانة عند الأطفال، فقد أثبتت الدراسات أن القصص الأخلاقية التي تمدح أمانة الشخصيات، تعمل بشكل أفضل في تعليم الأطفال عن الأمانة أكثر من تلك التي تتحدث عن تداعيات الكذب والخيانة، ويمكن الاستعانة بالعديد من القصص المتاحة عبر الإنترنت وفي المكتبات، فهي نقطة انطلاق مهمة لتحقيق السلام والنجاح في الحياة، وواحدة من أفضل الطرق لتعريف الأطفال بأهمية الأمانة هي الاستعانة بالكتب المصورة والأنشطة والألعاب، لأن الأطفال من خلالها يجرون اتصالات مع الشخصيات في القصة، ويفهمون ما تعنيه، مما يساعد على البدء في محادثة حول أهمية الأمانة.

3- اجعلهم يتحملون العواقب

إن طريقة معالجة الفعل الخاطئ، مثل عدم حفظ ابنك لسر صديقه، أو إهماله لشيء حفظه معه زميله، تلعب دورًا محوريًا في معالجة فعل الخطأ الأصلي، لأن الطفل يحتاج إلى تعلم المساءلة والمسؤولية عن أفعاله، لكن وضح أنه إذا لم يكن أمينًا عندما تسأل عما حدث، فستكون العواقب أسوأ مما لو قال الحقيقة فقط، ومتابعتك لهذا ستخلق أو تدمر ثقتهم فيك، فعليك أن تحترم التزامك إذا تحلى بالأمانة، وتقلل عواقب الخطأ الأصلي، وضع في اعتبارك أن العقوبات القاسية بشكل عام تشجع على المزيد من السلوكيات المناقضة، فإذا وضعت هذا الأساس منذ الصغر، لن يخلق قول الحقيقة أو الالتزام بالأمانة بداخله عاصفة عاطفية يريد تجنبها لاحقًا.

4- اطلعهم على فوائد الأمانة

معظم الأطفال الصغار متحمسون للغاية لإرضاء والديهم ومعلميهم، فعندما تخبرهم أن الأمانة ستجعلك سعيدًا، فقد يكون طفلك أكثر ميلًا للتحلي بها، مما سيساعدهم على الشعور بالرضا عن كونهم جديرين بالثقة، ويجعلهم أكثر ثقة في أنفسهم، ويمكنك أيضًا أن تشير إلى أن تصرفهم بأمانة سيجعل الآخرين يثقون بهم، ويقدمون لهم مزيدًا من الاحترام والتقدير، ويمكنك مكافآتهم على أفعالهم الأمينة لتعزز ذلك، فإذا وجد ابنك لعبة لا تخصه في الفصل وأعادها للمعلم ليبحث عن صاحبها الأصلي، لا بأس من منحه ربع ساعة إضافية على جهازه اللوحي مقابل ذلك.

5- تابع أصدقاءهم

يقولون "أرني أصدقاءك وسأريك مستقبلك"، فإذا كان أصدقاء طفلك لا يتحلون بالأمانة فيخدعون ويخونون أقرانهم، سيكون طفلك كذلك بنسبة كبيرة، ولكن إذا كان أصدقاء طفلك أمناء وصريحين وصادقين، فسيكون ابنك أو ابنتك على هذا النحو في الأغلب، لهذا احرص على إحاطة طفلك بأقران يتحلون بالأمانة في أفعالهم وتصرفاتهم وأقوالهم.

تعليم الأطفال اللغات والرياضيات والعلوم أمر هام، لأنها تطور لديهم القدرات التي يحتاجون إليها ليكونوا بالغين سعداء ونشطين ومتكيفين، فالأمانة أحد تلك السلوكيات التي تشكل أساس الثقة في علاقاتنا، كما أن الأطفال الذين يتحلون بالأمانة أكثر عرضة للنجاح في الحياة، وغالبًا ما يجد الأشخاص المخادعون والخائنون والذين يكذبون باستمرار صعوبة في الحفاظ على العلاقات والوظائف، لأن الأمانة ببساطة هي المسار الصحيح الذي ينبغي اتباعه، وما يناقضها مؤلم، ويمكن أن يضر بحياة الآخرين، ونستنتج من هذا أنه عندما يتعلم الأطفال تقدير الأمانة، فإنهم يهيئون أنفسهم لمستقبل سعيد وناجح.