التدريس هو عملية يقوم فيها فرد بتعليم أو إرشاد فرد آخر، ويقوم التدريس على نقل التعليمات والمعلومات إلى المتعلمين داخل وخارج الفصل الدراسي، لذلك تعتبر عملية التدريس والتعلم جزء لا يتجزأ من نظام التعليم الذي يعتمد بأكمله على أهداف وغايات عملية التدريس والتعلم، ويلعب التدريس دورًا بارزًا في تحديد ما إذا كان الطلاب سيطورون إمكاناتهم الكاملة ليصبحوا أشخاصًا نافعين لمجتمعهم، أم سيصبحون مقيدين لا يفيدونه بأي شكل، بل ويشكلون مصدر ضغط عليه.
هناك العديد من الطرق المهمة التي يمكن للمدرسين من خلالها التأثير بشكل ملحوظ على حياة الطالب، فهم بالنسبة له ليسوا مجرد نماذج يُحتذى بها فحسب، بل يساعدونه كذلك بالتوجيه الصحيح لدفعه نحو مستقبل أفضل، فما هي الملامح الرئيسية لدور المعلم في حياة الطالب؟
الدور الأساسي للمعلم هو نقل المعرفة والمهارات والأدوات اللازمة للنجاح في الحياة إلى طلابه، وتعليمهم بشكلٍ إيجابي وفعّال، مما يجعل له تأثير كبير في تكوين معتقداتهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية، وتشكيل طموحاتهم واتجاهاتهم المستقبلية.
يقوم المعلمون بتقييم نقاط القوة والضعف لدى طلابهم، وإرشادهم لاتباع أفضل الممارسات، وهم بذلك لا يبرزون الأفضل بين الطلاب فحسب، بل يعلمونهم أيضًا مهارات حياتية قيّمة، مثل: التواصل والرحمة والتنظيم، فهم الذين يحفزون الطلاب على العمل بشكل أفضل في كل مجال، ويساعدونهم على تحقيق أهدافهم في الحياة، وبفضل توجيهاتهم، يتمكن الطلاب من التفريق بين الصواب والخطأ، أي أن المعلم موجود دائمًا في حياة طلابه ليدعم مساعيهم وأهدافهم النبيلة.
المعلمون هم القدوة النهائية في حياة الطالب، وفي حياتهم الأكاديمية، يصادف الطلاب أنواعًا مختلفة من المعلمين، والمعلم الإيجابي دائمًا ما يكون داعمًا ورحيمًا بطلابه ويقدر إنجازاتهم في كل مجال، ويشجعهم دائمًا على القيام بأداءٍ أفضل من خلال موقفه الإيجابي في الحياة، فيكون هو الشخص الذي يتطلع الطلاب إلى تقليده.
المعلم ركيزة أساسية من الركائز التي يقوم عليها أي مجتمع، فيحافظ على الماضي ويساهم في تطوير الحاضر، ومن ثَم يُشكل ملامح المستقبل فكيف يلعب أدوارًا مختلفة في هذا الصدد؟
المعلم هو حافظ المعرفة والقيم، وحامي الحضارة، فهو من يحافظ على تاريخ الأمة من النسيان، والمعلمون المخلصون يوجهون الطلاب بأفضل ما لديهم من قدرات، ويتعاملون مع الأمور بصبر، لتوريث القيم والمعتقدات وأهم المعلومات عن المعالم الحضارية والموروثات الثقافية من جيل إلى جيل.
تغيير حياة الطلاب للأفضل مسؤولية هامة مُلقاة على عاتق المعلمين، فهناك العديد من التلاميذ عديمي الهدف الذين لا يهتمون بالحياة ولا ينتبهون إلى حياتهم الأكاديمية، وليست لهم أهداف محددة يسعون إلى الوصول إليها، إلا أن هؤلاء الطلاب تغيرت حياتهم تمامًا بفضل ذلك المعلم الذي تعاطف معهم بنفس القدر وساعدهم على التغير نحو الأفضل، فالمعلم هو سند الطالب خلال فترات الضعف والتشتت.
من خلال عملهم، يقوم المعلمون بتدريب الطلاب ليصبحوا أعضاءً منتجين في المجتمع، لهم دور فعّال ومؤثر يساعد المجتمع على الازدهار والتقدم، ويغرس المعلم في طلابه الثقة كما يشجعهم على تحقيق أهدافهم، فيُشكل الأهداف الأكاديمية للشباب التي تأتي في إطار الأهداف المجتمعية، وتتماشى مع استراتيجيات الدولة المستقبلية من أجل غدٍ أفضل، كما يدعم المعلم التقدم والمعرفة والأفكار النبيلة التي تساعدنا على اكتشاف مجالات جديدة للاستثمار والتقدم.
يحتاج المعلمون إلى اتخاذ قرارات مختلفة بشأن المتعلمين، وبالتالي من المهم للمدرسين أن يكونوا قادرين على التفاوض حتى يتمكنوا من اتخاذ هذه القرارات بفعالية، وكذلك أن تتسم شخصياتهم بالحزم واللين في آن واحد، ليستطيعوا اتخاذ الإجراء المناسب لكل موقف.
إذا كانت هناك فجوة في التواصل بين المعلمين والمتعلمين، لن تنجح عملية التعلّم مهما توفرت الموارد التعليمية الحديثة والتقنيات الجيدة، لهذا يجب أن يلعب المعلم دور مركز التواصل بين الطالب والمنهج الذي يشرحه له بشكلٍ احترافي حتى يكون نموذجًا يُحتذى به في التواصل بالنسبة له لاحقًا.
من المؤكد أن هناك العديد من المشاكل التي تحدث في الفصل الدراسي، ويكون المعلم هو المسؤول الأول عن حلها، حتى لا تنشأ حالة من الفوضى في الفصل، ومن الضروري تجنب وقوع خلافات بين المتعلمين من الأساس بخلق بيئة تعاونية يتشارك فيها جميع الطلاب من مختلف الخلفيات المعرفية والاجتماعية والثقافية، وتعزيز ذلك من خلال العمل في مجموعات مشتركة.
التدريس هو أحد أدوات التعليم التي تعنى بنقل الفهم والمهارات للآخرين، وتتمثل الوظيفة الرئيسية للتدريس في جعل التعلم فعالًا وله أهداف وقيم يسعى إلى تحقيقها، لذلك يرتبط التدريس والتعلم ارتباطًا وثيقًا ببعضهما البعض، وبدون تعليم جيد ومعلمين مسؤولين، لن يحدث تقدم في أي من المجالات الرئيسية الهامة للتنمية المجتمعية، بدءًا من العلوم وصولًا إلى الفن والتكنولوجيا.
اقرأ ايضاً:
- جودة التعليم.. مفهومها ومعاييرها وكيفية تحقيقها
- استراتيجيات حديثة للتدريس بشكلٍ فعّال
- ما هي طرق التدريس الناجحة، وكيف يمكن تطبيقها؟