٢٨ يوليو ٢٠٢٣

ما هي الدلالات النفسية لأشهر رسومات الأطفال؟

null
ساهم في النشر

قبل أن يتعلم الأطفال الكلام وحتى المشي بشكلٍ صحيح، يبدأون في الرسم، فالأطفال في عمر عام أو عامين يخصصون قسطٍ كبير من الوقت لنشاط الرسم، فهم دائمًا يرسمون بفخر وبعيون مشرقة وينتظرون بفارغ الصبر ردود فعل والديهم على أعمالهم الفنية، لأنهم يبذلون أقصى جهد فيها، ويعبرون عما بداخلهم من خلالها، فما هي الدلالات النفسية التي يمكن استنباطها من رسومات الأطفال، وكيف يمكن فك شفراتها؟

لك حصتين مجانية عند اشتراكك مع المنصة الوحيدة المعتمدة في السعودية

احجز معلم خصوصي

8 محددات تكشف ما وراء رسمة الطفل

صورة منزل

يمكن أن يمنحك معنى الرسم الخاص بطفلك نظرة ثاقبة عن حالته الذهنية، كما يمكن أن يخبرك أيضًا عن أنواع التجارب الجسدية والعاطفية التي يمر بها، إليكم أبرز العوامل التي تساعد على فهم رسمة الطفل، ومعرفة ما يدور في ذهنه:

1- الانطباع

انطباعك الأول عن رسمة طفلك يجعلك تفهم ما يشعر به من خلال ما شعرت أنت به للوهلة الأولى، فإذا حاولت التحقق مما يقف وراء رسمة طفلك، اسأل نفسك عن الشعور الذي انتابك بمجرد رؤيتها، فهل مثلًا شعرت بالإحباط أم الاضطراب أم الأمان أم غيره؟

2- الألوان

أثناء نموهم، يتعرض الأطفال لمجموعة واسعة من التجارب ومزيج من العواطف المختلفة، لهذا تنعكس استجابة الطفل السليم لكل هذه المعلومات والمدخلات الحسية في استخدام مجموعة واسعة من الألوان في رسوماته، ومن هنا يمكننا استنتاج أنه كلما زاد عدد الألوان التي يستخدمها طفلك في رسوماته، زادت احتمالية سعادته وإثارة إعجابه بالحياة.

على صعيد متصل، تساعد الألوان الأطفال في التعبير عن المشاعر بشكلٍ أفضل من القلم الرصاص، ومن ثم الإفراط في استخدام لون معين قد يشير أيضًا إلى الحالة العاطفية للطفل، وجدير بالذكر أنه كلما زاد استخدام الطفل للون الأزرق والأخضر هذا يعني أنه سعيد ومتكيف جيدًا، أما إذا كان يفرط في استخدام الألوان الزاهية والدافئة مثل البرتقالي والأصفر فهذا يدل على شعوره البهجة، بينما الألوان الداكنة تُشير إلى إحساسه بالحزن.

3- الاكتمال

هل يترك الطفل رسوماته غير مكتملة أو يرسم خطوطًا مترددة؟

إذا كانت الإجابة "نعم" فهذا يشير إلى أنه قد يحتاج إلى التشجيع، لأن مثل هذه الرسومات تعني أن الطفل متردد وغير آمن ولا يحظى بقدرٍ كافٍ من الثقة بالنفس، وكذلك قد تكون الرسومات غير المكتملة مؤشرًا على الشخصية الاندفاعية، أما عمليات المحو والتصحيحات الكثيرة جدًا فهي تنبه إلى إلى مستوى عالٍ من القلق، على عكس الكثير من الزخرفة التي تعد مؤشرًا على حاجة الطفل إلى الاهتمام.

4- المكان

المنطقة التي يرسم فيها الطفل على الورقة تساعد في استيعاب حالته الذهنية، فالطفل الذي يرسم على الجانب الأيسر من الورقة هو طفل خجول ومنطوي، وقد يعني ذلك أيضًا أنه يحتاج إلى شخص يعتني به، من ناحية أخرى، يُشير الرسم على يمين الورقة إلى شخص لديه رغبة جيدة في التواصل، ولكن يجب أن تأخذ في اعتبارك أن هذه التفسيرات تنطبق على الأطفال الأكبر سنًا الذين يتمتعون بمهارات حركية جيدة.

 5- الحجم

تدل الرسومات كبيرة الحجم على السلامة والأمان، وفي المقابل، تعبر الشخصيات الصغيرة العالقة في زاوية الورقة عن الخوف وانعدام الأمن، ومن هنا تظهر أهمية التحقق من أحجام الأشكال والشخصيات في رسومات الأطفال.

6- الترتيب

الترتيب الذي يرسم به الطفل كل شكل في رسمته من أهم العوامل التي تساعد على فك رموز هذه الرسمة، ومعرفة الدلالات النفسية التي تقف وراءها، فعند الرسم، فعلى سبل المثال، يبدأ الأطفال برسم الأم أو الشخص الذي يشعرون أنه الأقرب إليهم عاطفيًا. 

 7- الشكل

عادةً، تُظهر الرسومات ذات الزوايا والمنحنيات الطاقة والنضج في عقلية الطفل، بينما تُشير الرسومات ذات الأشكال القليلة أو الأشكال النمطية والخشنة إلى عدم النضج والتثبيط في شخصيته.

8- الإغفال

إغفال بعض العناصر في الرسمة مثل الأرقام أو أشخاص بعينهم من أهم أساليب التعرف على شخصية الطفل من خلال رسوماته، فمثلًا عندما يختار بعض الأطفال عدم تضمين أفراد الأسرة في رسوماتهم، هذا يرمز إلى رفضه وخلافه مع هذه الشخصية.

ما هو اختبار الرسم العائلي، وما هي أهميته؟

 

صورة عائلة

انتشر هذا الاختبار التشخيصي على يد الطبيب النفسي مايلز بوروت، عام 1951، وهو الآن أصبح أحد أكثر الأدوات المستخدمة لتقييم شخصيات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 16 عامًا، ويعد اختبار الرسم العائلي أحد أشهر التقييمات العاطفية للأطفال، إذ يهدف إلى تشخيصهم نفسيًا من خلال رسوماتهم وألعابهم، فهو يعطي فهمًا لكيفية إدراك الطفل أو المراهق لأقرب علاقاته عبر طريقة بسيطة لفهم جودة العلاقات والتواصل، ويستخدم الأطباء هذا الاختبار إلى جانب طرق أخرى، لفهم مشاعر الأطفال والعلاقات الأسرية والنضج العاطفي، وكذلك معرفة المشاكل التي يعانون منها، وتحديد النزاعات المحتملة مع أفراد الأسرة، إضافةً إلى تعزيز جودة الروابط العاطفية لديهم.

هل ينظم الرسم مشاعر الأطفال؟

طفلة ترسم و تلون

في دراسة حديثة نُشرت في APA PsycNet، وصُممت لتقييم فعالية الرسم كأسلوب لتنظيم المشاعر مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و10 سنوات، أشارت النتائج إلى أنه يمكن استخدام الرسم كأسلوب موثوق به لتنظيم مشاعر الأطفال، إذ ثبُت من خلال الدراسة تحسن أكبر في الحالة المزاجية لدى الأطفال عينة الدراسة عند الرسم، خاصةً بالنسبة للأطفال ذوي الفهم العاطفي المتوسط، كما خلصت هذه الدراسة أيضًا إلى أن فعالية الرسم تتأثر كثيرًا بالكفاءة المتصورة عند الأطفال.

هل رسومات الأطفال ذات معنى دائمًا؟

طفل يرسم

على الرغم أن أكثر رسومات الأطفال غرابة يمكن أن يكون لها نية إبداعية عميقة، إلا أنه من المهم عدم المبالغة في تحليلها، ففي بعض الأحيان قد يبدو الرسم علامة سيئة في حين أنه لا يوجد ما يدعو للقلق على الإطلاق، لذلك التحدث إلى الطفل عن رسوماته وسؤاله عن سبب تضمينها تفاصيل معينة يساعد في التخلص من المخاوف غير الضرورية، لهذا اطرح عليهم أسئلة مثل: "أخبرني عما رسمته، من هم الأشخاص الذين رسمتهم؟ وماذا يفعلون؟".

قد يرسم الطفل أحيانًا أشياءً مخيفة وصورًا عنيفة، أو شخصًا أو شيئًا أكبر بحجمٍ أكبر من حجمه الحقيقي، أو يُشكل الشخصيات باستخدام أجزاء الجسم المفككة، أو يستخدم الكثير من الألوان الداكنة؛ إذا كان المذكور سالفًا يحدث بين الحين والآخر فلا يوجد ما يدعو للقلق، أما إن كان اتجاهًا شائعًا في كل رسومات الطفل، فهنا أنت بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي متخصص في التعامل مع الأطفال، لتعرف ما الذي يحتاجه طفلك، وكيف يمكن التعامل معه. 

عندما يرسم الأطفال، يستخدمون خيالاتهم المقترنة بتجاربهم في الحياة الواقعية، على عكس البالغين الذين يفكرون بعمقٍ في كل شيء يقومون به، وعادةً لا يستشعر الأطفال أعمالهم الفنية بناءً على ما قد يفكر فيه الناس؛ إذ يرسمون ما يتبادر إلى أذهانهم، وتلك هي الأسباب التي تقف وراء كون الأعمال الفنية للأطفال معبرة للغاية، خاصةً أن الأطفال يحبون الرسم ويمارسونه كثيرًا، ومن هنا يمكننا القول أن الفن هو طريقة فعّالة للتحليل الفسيولوجي بالنسبة للأطفال، وهي متاحة ويسهل التعامل معها.

لك حصتين مجانية عند اشتراكك مع المنصة الوحيدة المعتمدة في السعودية

احجز معلم خصوصي